- فبراير 19, 2019
- الكاتب :
- التصنيف : مقالاتنا

التفاوض لحل المنازعات
إن من سنة الله اختلاف البشر في افكارهم وأعمالهم وسلوكهم وينتج عن هذا الاختلاف خلاف … وقد ينتهي الأمر بنزاع ولجوء الأطراف الى المحاكم المزدحمة بكثرة القضايا وطول إجراءات ومدة التقاضي التي تستغرقها المنازعة لاستحقاق صاحب الحق لحقه, فضلاً عن تداعيات نشوء الخصومة بين .الأطراف، لذلك كانت الحاجة لطرق أخرى لحل المنازعات فكان أهمها التفاوض
والتفاوض فن الممكن وعلم الاقناع له معايير وأنواع, وهدفه الوصول الى أقصى فائدة ممكنة وبهذا المعنى نستطيع استخدام التفاوض كحل للمنازعات .بين الأطراف والوصول الى تحقيق نتائج عملية مدروسة وسريعة حتى لا نزيد العبء على المحاكم والاستفادة من عنصر الوقت
لكن كل هذا يتوقف على المفاوض الذي يصل الى اتفاق جيد وذا قيمة وتقدير من خلال خطة استراتيجية وتكتيكية للتفاوض, يبدأها بوضع خطة لدراسة مستنداته وفهم موقف من يتفاوض باسمه ومعرفة طلبات الطرف الأخر وما يستند اليه من نقاط قوة وضعف ثم الاستعداد للبدء في المفاوضات, التي يجب التأكيد في بدايتها على حسن النوايا وتجنب أي موقف من شأنه أن يزيد النزاع صلابة من دون جدوى، بل ان ذلك قد يؤجج العوائق القائمة أمام المفاوض، ومن النادر الوصول الى اتفاق في جلسات المفاوضات الأولية, فإذا ما وصلت المفاوضات الى طريق مسدود فلا ينبغي قطع المفاوضات وانما من الممكن تعليقها، ثم استئنافها عن حدث معين او اللجوء لأساليب الترغيب والترهيب مثل لفت انتباه الطرف الأخر لنزاع فرعي من النزاع الأصلي بهدف ايجاد توازن في القوي لإقناع الطرف الأخر بأن مواصلة النزاع قد يضر بمصالحة ، ولكن يجب أن يتم ذلك بتكتيك يتسم بالحكمة والخبرة حتى لا يؤدي الى فشل المفاوضات، وهنا يأتي دور المفاوض الجيد ذا القدرة والقوة التفاوضية من خلال مهاراته وخبراته وقوته التفاوضية التي يستمدها من الصلاحيات الممنوحة له من أصحاب القرار ورؤيته الثاقبة لمسار ونتيجة المفاوضات.
المستشار القانوني
محمد فرغلي