- فبراير 19, 2019
- الكاتب :
- التصنيف : مقالاتنا

أنشر تسجن!
غالباً ما تطالعنا تلك العبارة الشهيرة ( انشر تؤجر) في نهاية بعض الرسائل التي تصل الينا عبر مواقع تويتر والسناب شات والفيس بوك والواتس أب والانستجرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي ويقوم احدنا بإعادة ارسالها دون أن يتحقق حتى من مضمونها أو محتواها, الذي قد يكلفك ببساطة غرامة تصل الى خمسة ملايين ريال وتؤدي بك الى السجن الذي تصل مدته الى عشرة سنوات!
وذلك لأنك ارتكبت جريمة من الجرائم الواردة (بنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية السعودي) الذي قامت حكومتنا الرشيدة بإصداره عام 1428هـ / 2007م للحد من تلك الجرائم المستحدثة نتيجة لثورة التصفية وتبادل المعلومات، ويظن البعض أن التجريم الذي يتضمنه هذا النظام ينصب على ارسال السب والقذف إلى الغير عبر وسائل التواصل الاجتماعي بل أن الأمر يتخطى ذلك بكثير ، حيث جرم النظام مجرد الدخول بطريقة غير مشروعة ( التهكير ) الى الموقع الالكتروني لاتلافه أو اجراء تعديلات عليه او الوصول بغير مسوغ نظامي الى البيانات البنكية او تعطيل شبكة المعلومات أو مسح بيانات فيها أو تسريبها.
أما الأخطر من ذلك هو قيام البعض بإرسال رسالة أو إعدادها او حتى استقبال رسالة وتخزينها, فهذا يعد من قبيل الإنتاج الفني للرسالة وهنا لا يقبل من المخالف ادعاءه بأنه استلم رسالة من آخر ولم يقوم بإعادة ارسالها بل انه قام بتخزينها في هاتفه الذكي أو اجهزة الحاسب الآلي المملوكة له ولا يعلم أن ذلك بضعة تحت طائلة النظام، أيضاً فضلاً عن تجريم النظام لإنشاء مواقع يكون الغرض منها نشر تجارة المخدرات او إنشاء وارسال مواد إباحية او الاتجار بالجنس البشري وانشاء مواقع تخدم المنظمات الارهابية أو الدخول بطريقة غير مشروعة الى مواقع الكترونية للوصول الى بيانات تتعلق بالأمن والاقتصاد والوطني.
لذلك فإنه يجب علينا جميعاً الحذر عند استخدام الهواتف الذكية أو أجهزة الحاسب الآلي بالشكل الذي لا يضعنا تحت طائلة النظام والذي يعد بحق أحد الأسس القانونية التي تحمي الاستعمال المشروع لتلك الأجهز, يعد هذا النظام أحد الأسس القانونية التي تحمي الاقتصاد الوطن والآداب والمصالح العامة ويساعد على المحافظة على الحقوق التي تترتب على الاستعمال المشروع الشبكات المعلوماتية والحاسبات الاليه.
المستشار القانوني
محمد فرغلي